الرؤية السعودية 2030 وأهداف التنمية المستدامة

تشهد المملكة العربية السعودية ازدهارًا اقتصاديًا وتقدمًا في جميع مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية التي حققت تحسنًا ملموسًا في جميع مؤشرات التنمية البشرية مثل مستوى المعيشة والصحة والخدمات التعليمية والظروف البيئية فضلاً عن إمكانات التنمية الشاملة.

في أبريل 2016، تم إطلاق رؤية السعودية 2030، وهي خطة طموحة للتنمية. الهدف العام لهذه الرؤية هو تحويل الاقتصاد من اعتماده التقليدي على النفط والغاز الطبيعي إلى اقتصاد أكثر تنوعا يعتمد على التنمية المستدامة. في محاولة لبناء القدرات المؤسسية اللازمة لتحقيق الأهداف الطموحة للرؤية، تم إطلاق برنامج التحول الوطني 2020 في يونيو 2016 عبر 24 هيئة حكومية تعمل في القطاعات الاقتصادية والتنموية.

وفي إطار أهداف التنمية المستدامة والرؤية السعودية 2030، تسعى المملكة إلى تنويع اقتصادها بما يتجاوز صادرات النفط وخلق فرص عمل مستقبلية بما في ذلك تطوير اقتصاد قائم على المعرفة وتنويع جغرافي للنمو وزيادة حصة إجمالي الناتج المحلي من القطاع الخاص المنتج (الناتج المحلي الإجمالي) جنباً إلى جنب مع زيادة فعالية الإدارة المحلية.

التنمية على الأرض

يعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مجال التنمية الاجتماعية والاقتصادية. ففي العقود الماضية، اعتبر تعزيز الجهود الرامية إلى تحسين نوعية حياة المواطنين كإحدى الأولويات. وفي هذا السياق، يشجع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على خلق بيئة تمكينيه من خلال اللوائح، والبنية التحتية، وتطوير القدرات المؤسسية. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لدى المملكة العربية السعودية العديد من البرامج والمشروعات والمبادرات التي تعمل لتحقيق تنمية قائمة على المعرفة وعادلة ومستدامة، دون أن يتخلف أحد. يواصل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تعزيز قدرات المؤسسات والآليات لتحسين التوظيف وإدخال أدوات ابتكارية جديدة. من خلال عملنا مع الهيئة السعودية للسياحة والتراث الوطني، قدمنا ​​خدمات فنية واستشارية أدت إلى زيادة قدرة المؤسسة.

يعمل المكتب على زيادة توظيف المواطنين، مع التركيز على النساء والشباب، وإعدادهم لسوق العمل. تستثمر المملكة العربية السعودية في جيل جديد من الجامعات لدعم احتياجات التوظيف المستقبلية. وفي هذا الصدد، يتضح دور القطاع الخاص في زيادة المساهمات في مجالات مثل التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية. وشمل التعاون مع الحكومة توفير الدعم لهيئة تقويم التعليم العام ووضع سياسات ومؤشرات تعليمية موجهة لتحقيق أداء أفضل.

شباب في قلب الوطن

يقع الشباب في قلب عمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في المملكة العربية السعودية. فأكثر من 50 ٪ من سكان المملكة العربية السعودية هم 25 سنة وأصغر. من خلال العديد من برامج التبادل، تمكن الشباب السعودي من تبادل المعرفة والتعرف على ثقافات أخرى وزيارة البلدان في جميع أنحاء العالم مثل الصين وإسبانيا والهند وكوريا الجنوبية.

استكشف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الآن مع مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار الوطني طرقًا جديدة للوصول إلى الشباب ومواجهته من خلال استخدام الألعاب الرياضية من أجل التنمية؛ طريقة يمكن أن تساعد في الحد من العنف وتعزيز التماسك الوطني.

منتدى مسك وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي للشباب هو أيضاً أحد المبادرات البارزة. فقد عُقد المنتدى في 15 سبتمبر 2017 بهدف إطلاق حوار حول قضايا التسامح والسلام والاستدامة، وتوفير منبر للشباب للمساهمة في تحقيق جدول أعمال 2030 وأهداف التنمية المستدامة. وكان من بين المتحدثين الرئيسيين نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد، ومدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أخيم شتاينر، ومؤسسة مايكل بلومبيرج، ومؤسسة بلومبرغ إل بي، وبلوم بلانثروبس، وعمدة مدينة نيويورك الثلاث ومادلين أولبرايت، أول وزيرة خارجية للولايات المتحدة. ومن خلال المتحدثين الرئيسيين ومناقشات الفريق والجلسات، ركز المنتدى على الموضوعات التالية: التسامح من أجل السلام والتنمية المستدامة، منع التطرف العنيف، التنوع الثقافي وقوة الإبداع، بناء مجتمعات متسامحة وسلمية، وسائل الاعلام الاجتماعية لسد الفجوات، إدراج اللاجئين، الشباب قادرون على تغيير العالم؛ والفكاهة للتسامح.

وقد تم بذل المزيد من الجهود من خلال التعاون مع مركز الملك سلمان للشباب لتطوير ثلاثة مؤشرات للشباب معتمدة عالمياً، فضلاً عن إعداد دراسة حول الشباب في المملكة، استناداً إلى بيانات هذه المؤشرات.

أعطيت الأولوية للريادة والابتكار في البرنامج القُطري الجديد واعتبرت لغة المستقبل، وذلك باستخدامها لمعالجة بعض القضايا مثل البطالة وتنويع الاقتصاد. تستهدف معسكرات الابتكار مجموعة واسعة من القطاعات مثل التخطيط الاجتماعي، والتخطيط الحضري، والعمالة، والتعليم، وريادة الأعمال. وفي هذا الصدد، يقوم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالبحث عن بعض السبل لبناء شراكات مع الجهات الفاعلة الرئيسية لدعم زيادة مساهمة المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم في التنمية الاقتصادية للبلد. ﺗدﻋو أھداف اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ إﻟﯽ "عدم ترك أحد خلف الركب" ﻟذﻟك ﺳﯾﺗم ﺗﻣدﯾد اﻟدﻋم ليشمل ﻣﺷﺎرﮐﺔ اﻟرﺟﺎل واﻟﻧﺳﺎء واﻷﺷﺧﺎص ذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ أﻧﺣﺎء اﻟﺑﻼد وسيسهم ذلك في تحقيق الهدف 8 من أهداف التنمية المستدامة "تعزيز النمو الاقتصادي المستدام والشامل والمستدام والعمالة الكاملة والمنتجة والعمل اللائق للجميع" والهدف 10 "تقليل عدم المساواة داخل البلدان وفيما بينها".

توفر استراتيجية الأمم المتحدة للشباب التي تم إطلاقها حديثًا عددًا لا يحصى من الفرص أمام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للتواصل مع الكيانات المُمكِّنة للشباب لتعزيز المشاركة النشطة للشباب في منتديات التنمية المستدامة من أجل الاستماع لأصواتهم وتنعكس أفكارهم لمستقبل أكثر إشراقاً في عمليات صنع القرار.